انتخابات2018 ...  توقعات صادمة
انتخابات2018:
توقعات صادمة
باقر الزبيدي
يبدو اننا نتجه الى تشكيل جبهة وطنية بديلا عن النظام النيابي التنافسي وهو ما سيؤدي الى انهيار التجربة الديمقراطية على الأمد البعيد.
نظرة فاحصة الى طبيعة التحالفات الحالية توضح طبيعة النتائج التي سترسو عليها سفينة الانتخابات القادمة.
 ليس هنالك بعد اليوم كتلة كبيرة كما مر في تجربة السنوات السابقة وسنشهد كتلا سياسية لا تتجاوز كل واحد منها الـ 30 الى 40 مقعدا في مجلس النواب ما يصعب اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة القادمة.
ستضطر زعامات هذه الكتل الذهاب باتجاه تشكيل حكومة دون مستوى الطموح الشعبي وهي لن تختلف عن سابقاتها ..
ان دولة القانون انشطرت الى جناحين مضافا اليها كتلة حزب الدعوة  عبر قائمة يتراسها العبادي والثانية يتراسها المالكي والثالثة منظمة بدر والمجلس الأعلى.
 ان الساحة الكردية تشهد انقسامات حادة بعد فشل الاستفتاء ما يرشح كوران وتحالف العدالة والديمقراطية الذي يتراسه برهم صالح حصد مقاعد مهمة مضافا اليهما عامل الجمهور الذي انتفض في السليمانية ما يشكل رقما مهما في المعادلة الكردية.
سنيا يبدو المشهد ليس افضل من الجانب الشيعي والكردي اذ يشهد انقساما حادا سيضع اتحاد القوى وغيره من الكيانات السياسية السنية امام تحد خطير وبنفس المستوى سيكون حجم المشاركة الشعبية منخفضا وليس المتوقع بسبب حزمة كبيرة من التحديات الاجتماعية والسياسية وحالة الإحباط التي وصل الكثير من العراقيين اليها.
ستضطر الكتل الشيعية الى البحث عن شخصية مستقلة لرئاسة الوزراء شريطة ان تكون غير مشاركة في الحكومات العراقية السابقة.
ان هذه " الشخصية المستقلة " تكاد تكون الحل الوسط الذي يسهل عملية تشكيل الحكومة لعدم تكرار الذهاب الى خيار اللجوء لمرشح الكتلة الأكبر وهذا لا يعني ان الكتل الشيعية قد تلجا اذا ما احست بخطورة ذهاب رئاسة الوزراء منها الى الساحة الوطنية وهي عودة غير محمودة لتشكيل "حكومات الساحة الوطنية" التي تميزت دائما بالاتفاقات السرية وصفقات الشروط الثنائية حيث اعادتنا الى مربع الازمة.
رئاسة البرلمان هي المعركة المحورية التي سيبين منها الدخان الأبيض
فاذا اتفق الزعماء السياسيون على رئيس البرلمان سيتفقون تاليا على رئيس وزراء ما يعني في تحليلي اننا ذاهبون الى تشكيل حكومة الساحة الوطنية وليس تشكيل حكومة التحالف الوطني.
ولان التحليل حل عقدة رئاسة البرلمان والحكومة سيحل بذات الوقت عقدة رئيس الجمهورية شريطة حصول اتفاق كردي –كردي على الرئيس القادم.
قد يكون الرئيس القادم شخصية كردية مستقلة مثلما سيحدث مع اختيار رئيس الوزراء والبرلمان .. وبهذا يتجه النظام السياسي الى اختيار الشخصيات المستقلة للرئاسات الثلاث.
والسؤال:
هل ان اختيار شخصيات مستقلة لرئاسة مجلس النواب والجمهورية والوزراء هي فكرة سديدة ويمكن ان تصلح لإدارة النظام كما إدارة نظام المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية في العراق؟.
سيواجه هذا الخيار تحديات كبيرة من قبل الأحزاب المهيمنة على الحياة السياسية لكنها تبقى في سياق التحليل فكرة قد تخرج العراق من عنق الزجاجة.
ان خيار اللجوء الى الشخصيات المستقلة سيواجه تحديا كبيرا من كتل برلمانية متوسطة وصغيرة لضمان تحقيق مصالحها وهي كتل تتوزع على الاكراد والشيعة والسنة والتركمان لكن هذه المعركة لن تحقق المقاصد الموضوعية والمطالب الشعبية الملحة التي يتطلع اليها العراقيون بعد 14 عاما على التغيير.
تحرير المقال
عن الكاتب
مقالات مشابهة

هناك 4 تعليقات:

  1. سيدي العزيز..
    ما تفضلت به هو ما اوصلتم انتم به العمليه السياسيه،من خلال كتابتكم للدستور،حيث كنتم تحسبون انفسكم باقين في السلطه إلى أبد الآبدين ،دون أخذ في الإعتبار دورة الزمن ونهضة جيل جديد وقدرة ألله في التغيير فلو دامت لغيرك لما وصلت اليك،وحتى الأحزاب والتيارات السياسيه الموجوده في السلطه لم تأتي لتبقى لأن ليس لديها فكر اومشروع وطني خاص بها،إنما المصلحة الخاصه والفئويه هي التي أدت إلى هذه الانشطارات الداخليه لأنكم أصلا غير مؤمنين بعملكم السياسي،وكان بإمكانكم الحفاظ على شخصياتكم النضاليه المعروفه عنكم كتاريخ يسجل لكم بدل من أن تقحموا انفسكم في رذائل السياسه لينزع عنكم رداء الجهاد ،لأن الوضع قد استوضح أنكم كنتم تجاهدون وتعارضون لأجل السلطه والمغانم لا من أجل شعب او وطن..تحياتي لكم.

    ردحذف
  2. عدنان البطاط23 فبراير 2018 في 8:56 م

    ما وصل العراق إليه هو نتاج لصراع القوى الخارجية والتي تتخذ من الساحة السياسية العراقية مسرحا لها فقسمت الشعب العراقي المظلوم الجريح إلى قوميات وطوائف وجغرافية وووووووو وأنتم تعلم علم اليقين بفشل هكذا إرادات دفع الشعب ثمنها أنهارا من الدماء ولازلنا نتخلف ونختلف نحو الهاويه وسلب منا كل شيء حتى الكرامة وخير مثال مؤتمر التسول في الكويت والقادم أمر وأظلم

    ردحذف
  3. احمد العراقي24 فبراير 2018 في 5:11 ص

    اخي العزيز ما اوصل العراق الى ما هو عليه الان هو انه لا يوجد لديكم رجالات دوله متمكنه قادره على ادارة دفة الحكم في العراق ولذلك التجأتم الى الدول الاخرى لادارتكم انتم كما كنتم في السابق اي قبل ٢٠٠٣ اي كنتم معارض محكوم والان حاكم محكوم فكرتم فقط كيف تملأون ارصدتكم وجيوبكم ( انا ومن بعدي الطوفان) فأرجعتم العراق الى حقبة الذل والعبوديه والى الله المشتكى وحسبي الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  4. مع الأسف الشديد خابت آمال الشعب العراقي من حكم السياسيين الاسلاميين بسبب فشلهم وفسادهم وعدم تلبية ابسط متطلبات الشعب وعدم توفير ابسط مقومات الحياة له وتسببهم بأعادة تقدم البلد الى ما قبل التاريخ .ناهيك عن المجازر والحروب التي حصلت في البلد وآثارها السلبيه على المجتمع .واخذ الجمهور يميل الى حكم العلمانيين والحكم المدني ويتمنون عودة البعث الكافر للحكم بدلا من الاسلاميين.وأبسط الأمثله المتوفره لدى الجمهور هو: رغم الحروب الطاحنه والحصار الجائر كانت مفردات البطاقه التموينيه متوفره وبكافة انواعها ومجانا ومن يتلاعب بها يكون حسابه قاسيا وأغلب العوائل الفقيره تعيش من تبيع الفائض منها لتسد نقصها من الأموال.وحاليا لا بطاقة تموينيه ولا كهرباء ولا تعينات ولا خدمات صحيه ولا زراعه ولا صناعه ولا تجاره. وتفشي البطاله ولا تعليم ولا خدمات ولا أمن وووووووو .وفي كل دعوة للاحزاب للجلوس على الطاوله المستطيله أو المستديره للتفاوض لتقسيم كعكة العراق .لكن الشعب لايحصل حتى من فتات الكعكه ...يقول المثل العراقي (أكل ويا العميان وراقب الله )حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم ..مع أعتذاري وتحياتي وأحترامي لشخصكم

    ردحذف

أو يمكنكم الإتصال بنا من خلال النموذج التالي

الاسم بريد إلكتروني* رسالة*

التعليقات

تعليقات الموقعفيس بوك